الخرطوم، القاهرة (الاتحاد)

وصل إلى الخرطوم، أمس، وفد من الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال، في بادرة حسن نية تجاه التغيير في السودان بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي كانت الحركة تخوض الحرب ضده في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ودعت الحركة الحركات المسلحة والجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لبناء ترتيبات أمنية جديدة تسهم في وقف الحروب في البلاد وتحقيق سلام عادل. وأعلنت الحركة في بيان وزعته، أمس، وتلقت «الاتحاد» نسخة منه، أنها اتخذت «قراراً صعباً بعودة عدد من كبار قادتها إلى الخرطوم الجديدة، التي رسمت ملامحها ثورة الشعب»، وعلى رأسهم نائب الرئيس ياسر عرمان، والأمين العام إسماعيل جلاب وقادة آخرون. كما أشار البيان إلى وصول وفد من سبع شخصيات قيادية برئاسة الناطق الرسمي للحركة الشعبية مبارك أردول إلى العاصمة الخرطوم بعد ظهر أمس.
وحسب البيان، فإن هذا الوفد سيذكر الجميع بأن «هذه الثورة يجب أن يكون وقف الحروب في أعلى سلم أولوياتها»، كما أكد أن «قوى الكفاح المسلح جميعها ساهمت في هذه الثورة بامتياز، ويجب أن يكون حضورها في رسم ملامح الانتقال الجديد بدرجة ممتاز».
ورحب سياسيون وناشطون بوصول وفد الحركة الشعبية، واعتبر الناشط السوداني، يوسف سليمان أن ملف الحرب والسلام ينبغي أن يكون ضمن أولويات أجندة التفاوض، فيما قال الناشط محمد عبدالرحمن: «حبابكم ألف ..السودان يسع الجميع». واعتبر الناشط أشرف عوض أن عودتهم خطوة طيبة، لأنه لن يكون هناك تنمية من دون وقف الحرب، ولا ديمقراطية من دون وحدة، وأعرب آخرون عن أملهم أن تلحق بهم باقي الحركات المسلحة.
ومن جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي السوداني عثمان ميرغني أن عودة وفد الحركة الشعبية إلى الخرطوم رسالة قوية في كل الاتجاهات، أول سطر فيها أنه حان وضع البندقية أرضاً ورفع رايات العمل السياسي، وأنها دعوة لكل الحركات المسلحة لأن تشرع في ترتيبات العودة، للمساهمة في بناء وطن يكفيه أكثر من ستين عاما من الدماء والحروب.
وأضاف ميرغني أنها ستكون كذلك رسالة قوية لكل حاملي السلاح لأن يختصروا الطريق، فبدلاً من مسلسل المفاوضات في عواصم العالم تحت رعاية الآخرين، سيكون ملفتاً لنظر العالم كله أن يشاهدوا أول جولة تفاوض في قلب الخرطوم أو أية مدينة سودانية أخرى. وأكد أنها صفحة جديدة من تاريخ السودان.